بالتزامن مع اندلاع معركة جرود عرسال وفي الوقت الذي يحقق فيه حزب الله والجيش اللبناني انجازات وبطولات نوعية تمثلت بتحرير الجزء الاكبر من الجرود من الارهابيين، انقسم الرأي العام اللبناني ما بين مؤيد ومعارض لخوض الحزب هذه المعركة، فالبعض اعتبر سقوط عناصره بالمعركة شهداء في حين اعتبرهم البعض الآخر قتلى، الامر الذي أدّى لاشتعال جبهة التواصل الاجتماعي بحملة تحت هاشتاغ "غرّد للجيش والمقاومة".
وفي وقت علت بعض الاصوات السياسية الخجولة التي هاجمت وندّدت بقتال حزب الله في جرود عرسال، صدحت الردود المضادة لهذه الاصوات من مختلف مشاهير المجتمع، فقال الوزير السابق فادي عبود بتغريدة له: "أحني رأسي لأبطال المقاومة وأفتح لهم قلبي وعقلي وأتعلم منهم البطولة طريقاً للحياة"، في حين مرّر النائب زياد أسود "لطشة" سياسية قال فيها: "فيك تعزّي بشهدا المقاومة ما تخاف معلمينك ما رح يحسمولك من الرشوة".
فيما لفتت الممثلة رولا حمادة الى ان "تموز شهر البطولات والكرامة المستعادة، قلوبنا وصلواتنا معكم، عودوا الينا سالمين منتصرين"، اما الممثلة سيرين عبد النور غردت قائلة: "الله يحميكن وينصركن"، بينما شكر الملحن زياد بطرس المقاومة، وقال: "أخجل من نفسي أمام دماء الشهداء. شكراً لتضحياتكم. بكم لن نغيّر الدنيا بكم غيّرنا الكون"، اما الاعلامي هشام حداد فشدد على ان "مبارح واليوم وبكرا. هم الغالبون".
النشرة قامت بجولة في شارع الحمرا بالعاصمة بيروت، حيث التنوع بالطوائف والمذاهب والانتماءات السياسية، لاستطلاع ردود الفعل الشعبية حول عمليات حزب الله بجرود عرسال، وكانت اغلب الآراء منوّهة ومشيدة "بجهود وتضحيات الحزب لتقديمه شبابه، أغلى ما يملك، في سبيل الوطن وتحرير الأرض من الارهابيين وإعادة جزء من اعتبار اهالي شهداء الجيش اللبناني الذين قضوا تحت ايدي التكفيريين"، مشددة على أن "أبطال المقاومة في الجرود شهدا ونص".
رغم سماع بعض الاصوات المنظّرة على معركة جرود عرسال واستعمال تعابير لا تليق بالدماء التي تبذل لتحريرها، الا ان المعركة شكّلت اجماعاً وطنياً وتأييداً شعبياً طغى على كل هذه الاصوات. قد نختلف مع حزب الله بملف سياسي داخلي او نعارض تدخله بصراع اقليمي خارجي، لكن في معركته على أرض الوطن، ضد الارهابي المحتل الذي ذبح عسكريينا وفجّر مدنيينا، يبقى دعمه والتقدير لما يقوم به أقل الواجب، أم أنّه لا يزال لدى البعض شكوك حيال ذلك"؟!.